Thursday, September 15, 2011

ما هي الحقيقة للصراع الخفي بين الفاتيكان والمنظمات السرية


تتطرق رواية "شياطين وملائكة" Angels & Demons لمؤلفها الأمريكي دان براون والتي تعد من أكثر الكتب مبيعاً في عام 2000 إلى عالم خاض فيه الفاتيكان معركة سرية يزيد عمرها عن 1000 سنة ضد منظمة قوية وباطنية تدعى الإيلوميناتي Illuminati أو "الطبقة المستنيرة" ، وعلى غرار رواية دان براون السابقة شيفرة دافينشي The DaVinci Code تكمن هناك حقائق خفية خلف القصة وحقائق أخرى يتم الكشف عنها، تطرح تلك القصة تساؤلات كثيرة منها: لم هذا التكتم الشديد من قبل الفاتيكان عن تاريخه وأفعاله ؟ وهل توجد بالفعل منظمات سرية أخرى غير الإيلوميناتي ؟ وهل تحيك الإيلوميناتي مؤامرة لتدمير الفاتيكان ؟ أم أن لهم طموحات أوسع من ذلك ؟ ومن هم الملائكة ومن هم الشياطين ؟

كلمة إيلوميناتي Illuminati هي جمع لمفرد كلمة إيلومناتوس illuminatus اللاتينية والتي تعني المستنير، ذلك الاسم يشير إلى عدة جماعات بمن فيهم الجماعات التاريخية والمعاصرة سواء أكانوا جماعات فعلية أو من صنع الخيال، وتاريخياً تشير كلمة إيلوموناتي إلى جماعة إيلوموناتي البافارية وهي جماعة سرية أسسها في 1 مايو، 1776 أحد التلامذة اليسوعيين Jesuit وهو أدام وايشاوبت (توفي عام 1830) في إنجولستادت (بافاريا العليا) الذي كان في البداية بروفسور في القانون الكنسي في جامعة إنجولستادت، كانت تلك الحركة تضم مفكرين أحرار كجزء من "الفكر المستنير" ، في ذلك الزمن كان هناك عدد من الكتاب أمثال سيث بايسون يعتقدون أن تلك الحركة تمثل مؤامرة تتسللل إلى قلب حكومات الولايات الأوروبية ، فيما ادعى كتاب آخرون أمثال أوغستين بارويل وجون روبنسون أن تلك الحركة وراء قيام الثورة الفرنسية في عام 1789 وهو زعم رفضه جين-جوزيف مونيير في كتابه عام 1801 وكان يتناول فيه تأثير الفلاسفة والبناؤون الأحرار (الماسونيون) والإيلوميناتي على الثورة الفرنسية.

-         كان يطلق على أتباع الجماعة اسم "إيلوميناتي" رغم أنهم يطلقون على أنفسهم اسم "الطوبايون المثاليون" Perfectibilists ، كما أطلق على جماعتهم اسم "الجماعة المستنيرة" و أيضاً "المستنيرون البافاريون" وأصبحت حركتهم نفسها توصف بالإستنارة illuminism . في عام 1777 أصبح كارل تيودور حاكماً لـ بافاريا وكان نصيراً للمستنيرين المتحكمين وفي عام 1784 حظرت حكومته جميع أشكال الجماعات السرية بما فيها الإيلوميناتي.

-         وخلال الفترة التي كانت فيها الإيلوميناتي تمارس نشاطها قانونياً كان العديد من المفكرين المؤثرين والسياسيين التقدميين من بين أعضائها بمن فيهم فيرديناد برونسويك والدبلوماسي خافيير فون زفاك الذي كان الرقم 2 في نشاطات الحركة والذي عثر في منزله على الكثير من وثائق الجماعة عند التفتيش.

يتعهد أعضاء الإيلوميناتي بطاعة رؤسائهم ويقسمون إلى 3 فئات رئيسية في كل منها عدد من الرتب أو الدرجات ، كان لهذا النظام فروع في معظم دول قارة أوروبا ، حيث تم الإبلاغ إنتساب أكثر من 2000 عضو خلال فترة 10 سنوات ، كانت تلك المنظمة تجذب الرجال المتعلمين مثل جوهان ولفغانغ فون غوته و جوهان غوتفريد هيردير ومن بينهم دوقات الحكم في غيوثا وفايمر ، وقام المؤسس وايشروبت بتعديل نظام جماعته لتكون إمتداداً للبنائين الأحرار أو الماسونية حتى أن فصول الإيلوميناتي سحبت عضويتها من المحافل الماسونية التي كانت موجودة آنذاك. لكن التمزق الداخلي والذعر حول من يخلفها سبق سقوطها الذي أتى بمرسوم علماني أصدرته الحكومة البافارية في عام 1785.  - الصورة رسم بورتريه لمؤسس الحركة آدم وايشروبت.

-         في عصرنا الحالي تشير كلمة "إيلوميناتي" إلى منظمات تآمرية مزعومة تعمل في الظل مثل "سلطة خلف الحكم" ويزعم عادة أنها تتحكم بشؤون العالم من خلال الحكومات والشركات الحالية وتعتبر بعثأً جديداً من جماعة إيلوميناتي البافارية ما زالت مستمرة، وفي هذا الصدد تستخدم كلمة إيلوميناتي للإشارة إلى النظام العالمي الجديد ، وتعتقد الكثير من نظريات المؤامرة أن الإيلوميناتي هي العقل المدبر وراء الأحداث التي أدت إلى بروز النظام العالمي الجديد.


No comments:

Post a Comment