هو المهلهل بن ربيعة التغلبي وبطل السيرة الشعبية المعروفة باسمه . وتروي هذه السيرة أن قوم الزير سالم كانوا يعيشون في أمن وطمأنينة إلى أن وفد عليهم التبع حسان من اليمن فاغتصب أرضهم وصلب أميرهم ربيعة والد الزير سالم . وقد انتقم كليب من التبع حسان حين أراد أن يتزوج من خطيبته جليلة بنت مرّة وهي ابنة عمه .
وقتل كليب حساناً ونصب نفسه ملكاً على أرض بكر وتغلب . وطمع جساس في الملك وشجعته على ذلك سعاد أخت التبع حسان . وحدث أن رمى كليب ناقة للبسوس بسهم فأرداها فاستغاثت بجساس فانتهز الفرصة لتحقيق أحلامه ومن ثم قتل كليباً ابن عمه . وعند ذلك طالب الزير سالم بالقصاص من جساس تحقيقاً للعدل فدارت رحى الحرب بين بكر وتغلب وكان النصر فيها حليفاً للزير سالم دائماً . وضاقت بكر بهذا الأمر ذرعاً فذهبت إلى الملك الرعيني ابن أخت التبع حسان لمساعدتها فشن حرباً ضد الزير سالم ولكن النصر ظل حليف الزير سالم فقتل الرعيني . ولجأ قوم جساس إلى الحيلة فأرسلوا أحد النساك الذين كان يحترمهم فطالبوه بهدنة فاستجاب لهم .
لكن ذلك لم يمنعهم من الغدر به ساعة نومه وفي غيبة رفاقه . فانقضوا عليه وأثخنوه بالجراح وحملوه إلى أخته زوجة صديقه " همام " وأخت جساس لتقضي عليه انتقاماً منه بسبب قتل ابنها . ولكنها أشفقت عليه ونفذت طلبه فوضعته في صندوق وألقت به في البحر . ودفعته الأمواج إلى بيروت ووقع الصندوق بين يدي الملك فأخرجه منه وعالجه من جراحه إلى أن شفي منها . وجعلهً قائداً لقوات هذا الملك واشترك معه في حروبه ضد أعدائه وأنقذه منهم . وأراد الملك أن يكافئه على بسالته فأرسله إلى أهله معززاً مكرماً .
ونشبت الحرب من جديد بين بكر وتغلب ودارت بينهما معارك طاحنة واتضح بعدها أن لكليب ابناً وهو " هجرس " وكان جساس قد رباه وأشاع بين الناس أنه ابن شاليش بن مرة . وكبر هجرس ورحل مع أمه إلى منجد بن وائل وتزوج من ابنته وأصبح ملكاً على قبيلته . ثم عاد هجرس بن كليب إلى قبيلته وحاول أن يساعد أخواله في القضاء على عمّه الزير سالم . والتقى هجرس بالزير سالم الذي شعر بأن قوة خارقة تمنعه من قتل غريمه وتصدت اليمامة لهجرس وأخبرته أن الزير سالم عمّه .
No comments:
Post a Comment