Thursday, September 15, 2011

ظاهرة المسارح المسكونة


يبدو أن تجربة العاملين في المسرح لا تخلو من حدوث أمور لا تفسير لها وذلك مهما اختلف المسرح أو طول المدة التي قضوها فيه ، ويبدو أيضاً أن الأشباح تحب المسارح، فهناك فكرة بأن العديد من المسارح "مسكونة ربما تعود تلك الفكرة إلى بنية المسارح التي تشبه الكهوف الكبيرة أو نظراً لتصميمها "الصوتي" Acoustical Design الذي يضخم أي صوت ، فخلال فترة السكون التي يكون فيها المسرح فارغاً قد يصبح صوت قرض الفأرة صوت روح متسللة لممثل على خشبة (منصة)المسرح، كما قد يتحول صوت النقرات والقرقعات التي سببتها حركات التمدد والتقلص الطبيعيتين في العديد من أجزائه إلى فكرة أن فرداً من أفراد الطاقم المتوفين ما زال يطرق، أو ربما بسبب  كون المسرح مكاناً للدراما وتفجر أنواع مختلفة من المشاعر والأحاسيس ، أحاسيس تأسرها جدران مبنى المسرح على نحو ما (مكان يملك ذاكرة) ومن ثم تبعث مجدداً حتى مع إنطفاء أضواء المسرح مسببة حدوث نوع من السكنى المقيمة Residual Haunting (أحد أنواع السكنى في البيوت التي توصف بأنها مسكونة بالأرواح أو الأشباح)، ومن المؤكد بأن العديد من المسارح شهدت نشاطاً متزايداً في الأشباح الضاجة Poltergeist Activity (وهي أمور لا تملك تفسيراً تزداد سوءاً في المكان المسكون مع الوقت، يكثر فيها تحرك الأشياء حتى تصل إلى التسبب في الأذى كالقرص والخدش وإضرام النيران أو رمي الحجارة دون معرفة المسبب)، وكذلك ظهور تجسدات Apparition لأشباح تظهر من وقت لآخر مرة بعد مرة، ونذكر فيما يلي نذكر بعض تلك المسارح ):

1-     مسرح لاندمارك

انتهى بناؤه في عام 1928 وهو مسرح جميل يقع في سيراكوز - ولاية نيويورك الأمريكية ، هذا المسرح نموذج رئيسي ومتقن ومعقد عن أماكن السينما التي تخص تلك الحقبة من الزمن، حيث شاهد جمهوره أعمالاً سينمائية صامتة وناطقة ومنذ فترة قريبة أقيمت عليه حفلات موسيقية وعروض أخرى. ويخضع الآن لعمليات تجديد.

يزعم أن الشبح المهيمن الذي يسكن هذا المسرح يعود إلى امرأة اسمها (كلير)أو (كلاريس) ، إذ شوهد تجسدها الشاحب في عدد من المناسبات عند شرفة المسرح العليا من قبل عمال المسرح الذين قالوا أن روحها اختفت أمام أعينهم لما حاولوا الإقتراب منها. رغم عدم وجود وثائق تدعم القصة الأسطورية ، تتحدث القصة عن أن كلير رمت بنفسها من شرفة المسرح العليا فلاقت حتفها وذلك بعد أن شاهدت زوجها يموت بصعق من الكهرباء خلال عمله على خشبة المسرح. بينما نسخة أخرى من القصة تروي أن (كلير) كانت ممثلة أصابها خبل عندما لم تستطع إيصال صوتها إلى المسامع كما ترغب فقذفت بنفسها من الشرفة ولاقت مصرعها.

-         كما زعم أن شبحاً آخر يخص عاملاً كهربائياً اسمه (أوسكار راو) يسكن المكان حول المنصة الخلفية الكبيرة للمسرح، أما المناطق المسكون الأخرى في المسرح فهي عند البهو الخلفي Auditorium حيث شوهد بصيص ضوء أزرق من قبل عدد من شهود عيان. وكذلك الغرفة الحمراء وغرفة الجوز و القبو المتعرج المعروف بـ "سرداب الموتى"

-         تقوم جماعات التحقق من ظواهر ما وراء الطبيعة مثل جماعة صائدي الاشباح نيويورك المركزية Central New York Ghost Hunters بعدة زيارات متكررة (روتينية) إلى المكان مما ساعد في زيادة تمويل عملياتها .

مسرح بيرد كايج

أقيم في تومبستون - ولاية أريزونا الأمريكية ، حيث افتتحه ويليام بيلي هتشينسون في عام 1881 ليؤدي عدة خدمات بالإضافة إلى كونه مسرحاً فهو يحتوي على حانة وماخوراً (بيت للدعارة) ومكاناً للعب القمار حتى حوالي عام 1889 ، كان المكان خلالها شغالاً على طول 24 ساعة في كل يوم من السنة. واكتسب المكان سمعته القذرة ووصفته جريدة نيويورك تايمز العريقة بـ "أكثر بقعة ليلية تفوح منها الشر والوحشية بين شارع (بايسين) وساحل (باربري)".حيث ارتكبت في هذا المكان 26 جريمة ، أما في يومنا هذا فهو متحف ومكان للجذب السياحي.

قد يتوقع المرء أن ذلك المكان القديم المبني من الطوب النيئ يحتوي على بقع باردة قد تكون دليلاً على الأشباح وقد لا تكون، لكن تم الإبلاغ عن بعض الأمور الماورائية ومنها:

أسماع أصوات مشوهة تتضمن كلاماً وهمساً وغناء.
تجسد شبح امرأة مغنية ثم ما يلبث أن يتلاشى .
إنعكاس عن ماضي الحانة : يظهر هذا الإنعكاس مزدحماً بصخب المرتادين ودخان السجائر و رائحة الويسكي.
أشباح ترتدي ملابس من تلك الفترة الماضية لدرجة أنهم يبدون كمن دبت الحياة فيهم فيظن السياح أنه جزء من العرض

مسرح فورد

يعتبر مسرح فورد الكائن في شارع 18 في الشمال الغربي من العاصمة واشنطن والمثير للجدل أكثر المسارح شهرة في الولايات المتحدة الأمريكية ، ما زالت العروض الحية تقام عليه ، لكن مسرح فورد حمل سمعة سيئة إذ كان الموقع الذي إغتيل فيه الرئيس الأمريكي (أبراهام لنكولن) في 14 أبريل من عام 1865 على يد (جون وايلكس بوث) وذلك خلال مشاهدة عرض مسرحي بعنوان :"عمتنا الأمريكية" Our American Cousin

وفقاً لشهادة عدد من الشهود فإن بصمة إغتيال لنكولن ما زالت تتكرر في المكان بين الفينة والأخرى ، إذ يُسمع وقع أقدام قوية ناحية المنصة التي جلس فيها لنكولن مع زوجته متبوعاً بصوت إطلاق نار وصراخ. حتى أن تقريراً يصادق على تجسد شبح (ماري تود لنكولن) زوجة لنكولن عند سور المنصة (درابزين) وهي تصرخ باكية وتشير إلى (بوث) بينما كان يلوذ بالفرار من على خشبة المسرح :"لقد قتل الرئيس !"، كما سمعت أصوات أخرى تصرخ:"إنها جريمة ! " ، وشعر أيضاً عدد متنوع من الممثلين ببقع باردة في أنحاء معينة من خشبة المسرح ملقين اللوم على شبح (بوث) وراء تلك الظاهرة ، إذ يزعم أن روحه ما زالت تشاهد وهي تركض بسرعة عبر منصة المسرح معيدة أحداث هربه من مشهد الجريمة. ومع أن ظهور شبح (لنكولن) يشيع أكثر في البيت الأبيض بعد مشاهدته عدة مرات إلا أن هناك أيضاً عدداً من مشاهدات شبحه في هذا المسرح التاريخي.

مسرح إيمبريس

فتح هذا المسرح الكائن شارع ماين في فورت مكلويد - ألبرتا أبوابه في عام 1912 ، حينما أنشئ هذا المسرح كان الرابع في البلدة إلا أنه الوحيد الباقي فيها الآن، اشترته جمعية فورت مكلويد للحفاظ على الأماكن التاريخية في عام 1982 حيث شمله أعمال ترميم بلغت حد المليون دولار، وما زال يعمل وتقام على منصته العروض والحفلات الموسيقية والأعمال السينمائية التي تعرض لأول مرة.

يزعم أنه يسكن في هذا المسرح شبح مقيم إما يخص (دان بويل)المدير السابق أو يخص عامل تنظيفات سابق اسمه (إد) والإعتقاد الثاني هو الأكثر شعبية، ويقال أن لـ (إد)عملاً إضافياً آخر في سوق المزادات المحلي ومعروف عنه أنه كان يستمتع بشرب المسكرات والتدخين، ووفقاً لموقع Empress على الإنترنت :"مما ساعد في إنتشار ذلك الأعتقاد هو ترافق المشاهدات والتجسدات الشبحية مع رائحة المشروبات الكحولية والتبغ والنفايات."

تشمل هذه الظاهرة :
-
أنوار تعمل وتتوقف من تلقائها.
-
أكواب البوب كورن (الفشار) الكرتونية ترجع للظهور مجدداً بعد رميها في القمامة.
-
سماع وقع أقدام نازلة وصاعدة على الدرج.
-
صورة رجل تظهر في مرايا حمامات الإغتسال.

مسرح رويال هيماركت

يقع هذا المسرح في مدينة لندن- إنجلترا وكان مكاناً للعروض المسرحية منذ عام 1720 ، افتتح المسرح الحالي في عام 1821 ومنذ ذلك الحين خضع للعديد من عمليات التجديد والتغييرات ، وهو مسرح ما زال فعالاً حيث قدمت فيه أععال الدراما الكلاسيكية والحديثة والكوميديا وأقيمت عليه حفلات نجوم موسيقى برودواي والمشاهير من الممثلين.

كان باتريك ستيوارت أحد هؤلاء الممثلين الذين أبلغوا عن رؤيتهم لشبح في المسرح ، وهو ممثل مشهور بلعب دور شخصية كابتن بيكارد في حرب النجوم : الجيل القادم Star Trek: The Next Generation ، يقول ستيوارت أنه رأى الشبح أثناء أدائه لمشهد ينتظر فيه جودوت مع السير أيان مكلين في أغسطس من عام 2009 ، وخلال منتصف الأداء رأى رجلاً واقفاً وله أجنحة ويلبس معطفاً بلون بيج (أصفر باهت) وبنطالاً من التويل (التويل نسيج قطني متين ومضلع) ، فاشتبه ستيوارت بأن هذا الشبح يخص (جون بالدوين بكستون) الذي كان ممثلاً ومديراً للمسرح في منتصف القرن التاسع عشر 1800 ، لم يفارق (بكستون )الحياة في المسرح لكنه كان على علاقة طويلة معه منذ أن كان ممثلاً كوميدياً ثم مديراً فيما بعد.

يقول (نايغل إيفيريت)مدير المسرح الحالي أنه أخبر جريدة الدايلي تلغراف البريطانية الشهيرة :"آخر ممثل رأى ذلك الشبح كان على ما أعتقد (فيونا فولرتون) التي لعبت دور أوسكار وايلد منذ 10 أو 12 سنة مضت. ولاحظت أن الشبح يميل إلى أن يظهر عندما تمثل مشاهد كوميدية على خشبة المسرح".

No comments:

Post a Comment